من الأسباب التي جعلتني اكتب لكم هذا المدونة هي اسئلتكم الجميلة والمتكررة .. كيف بدأتي مشروعك ؟ كيف حققتي أهدافك ؟ احكي لنا كيف كان المشوار ؟ كيف كنتي تتعاملين مع الفشل ؟ هل حقا درستي تخصص زراعي ؟ وغيرها من الاسئلة …
حقيقة هي قصة طويلة بدأت في مرحلة من مراحل عمري ، حينما قررت من أعماقي أن اتغير ، في هذا اليوم بدأ عمري الحقيقي .. كنت كطفلة تخطو وتقع وتعود لتقف ثم تستند على جدار قريب ، ثم تعود محاولة ترك يداها حرة لتعود توازن قدميها بخطوات فيها القليل من الثبات ، سقطت كثيرًا ، وتقدمت أكثر … تعلمت علوم كثيرة ، لأصل لنقطة الإنطلاق ….مارست التأمل العميق ، والصمت والسكون الداخلي ، قرأت كتب كثيرة جدًا لخصتها وفهمتها وحاولت تطبيقها ، التحقت بأندية للقراءة وغيرها من الأمور التي تساعدك لتتصل بروحك التائهة وسط زحمة روتينك اليومي الخانق … كانت فترة لإعادة ترتيب الحياة من جديد . ولكن لم تبدأ بعد الحياة الجديدة .
وفي تلك الفترة تلقيت دعوة لحضور أمسية بعنوان ( سنة عظيمة )
بدأت الأمسية بعنوان ….
ما هي أسباب فشل تحقيق أهداف العام الماضي !؟ أو كيف أجعل العام القادم سوبر 💜
جذبني العنوان ! .. فعلا لماذا لا تتحقق ؟ أو لماذا نحصد نتائج خجولة ، وتقدم بطيء ! مع أننا نريد التغير من أعماق قلوبنا !
سآسرد لكم ملخص سهل وبسيط لتلك الأمسية التي كانت بحق فاصل في الحياة .
هناك أربع أمور تلخصت فيها :
أولا –
الإيمان الصادق بأن التوفيق من الله ، والثقة التامة بأن اهدافنا بين حرفين ( كن ) فيكون .
وإذا فعلا تحققت أهدافنا لا نرجع ذلك لمهاراتنا وقدراتنا وإيجابياتنا ، إنما ننحني بذل أمام الله شكرًا وامتنان لتوفيقه وتمام كرمه .
ثانيا –( وهي نقطة مهمة جدًا )
عدم إلتزامك بتحقيق أهدافك مهما كانت صغيرة رسّخ في عقلك الباطن أنك لا تحقق الهدف لآخر نقطة ، بل تتركه مفتوح بلا نهاية .. هذا الأسلوب مع عقلك يجعل هناك دائما ملفات مفتوحة غير مقفلة !
هذه الملفات المفتوحة تسبب تسريب واستنزاف عالي لطاقتك وجهدك .
قد تمر عليك الأيام وأنت لا تفعل أي شي ، سوى الإستلقاء على السرير أو الكنبه ولكنك حقًا منهك ! يهاتفك صديقك ، ما رأيك أن نخرج سويًا . ترد بكل ثقل .. اتمنى ذلك ولكني حقًا متعب !
متعب ! متعب من ماذا ؟ أنت أكثر شخص تعلم أنك لم تؤدي أي مجهود يذكر لتصل لذلك الثقل الغريب الغير مبرر !
كيف يحدث كل ذلك .. ماهي الملفات المفتوحة .. ؟
مثال على ملف لم يتم إقفاله وترك مفتوح على سطح دماغك …أن تقرأ من كتاب فصل واحد فقط وتتوقف ! !وتمتلئ مكتبة عقلك بالكتب الغير مقروءة مع نية للقراءة !
مثال آخر .. قررت تعلم لغة جديدة ، اشتركت في دورة عن بعد ، ولكنك استمريت اسبوع ثم توقفت !
فيتبرمج عقلك أنك شخص تهتم في البداية وتتحمس ومن ثما تفقد الحماس وتتوقف !
الحل ..
استرجع كل الملفات القديمة بورقه وقلم ، واكتبها كقائمة طويلة ، ومن ثما اكتب أمامها كلمة ( ألغيتها بوعي )
أو
اغمض عيناك دقيقتين وتحدث مع عقلك الباطن قل : ( أهلا وسهلا بك يا عقلي الباطن 💚، أنا سعيد أنك معي ، لو سمحت أقفل كل الملفات المفتوحة القديمة والتي لا أرغب في إنجازها .. )
النتيجة :
الطاقة الإستيعابية ترتفع لإستيعاب ملفات جديدة .
تجميع طاقة أكبر .
قفل مالا نحتاجه .
إحساس عالي بالإنتعاش والتجدد والخفة .
ثالثًا –
كتابة الأهداف اليومية وتحقيقها :
مثلا أكتب …
اتوضأ
اصلي الظهر
اشرب ماء
اقرأ ١٠ صفحات
أذهب للطبيب
وعند اتمام هذه المهمات الصغيرة نكتب أمامهم كلمة ( تم )
بعد هذا التكنيك البسيط سيفهم ويتبرمج عقلك الباطن أن أي شيء اكتبه احققه !!
تمرين سهل جدًا ، ولكنه مؤثر بقوة .
رابعًا –
المشاعر هي من الأسرار القوية لتحقيق الأهداف
يجب المحافظة على المشاعر الإيجابية أغلب الوقت .. كيف :
- الحمد والشكر والإمتنان العميق لنعم الله ، التوكل الحقيقي على الله ، اليقين التام بأن كل الأمور خير ، مع الصبر الجميل .
- التسامح الحقيقي… وأهم شخص تسامحه هو ( أنت ) تسامح نفسك على أي تقصير أو لوم أو تأنيب أو ضيقة أو أذية لمشاعرك وجسدك لموقف لم تكن واعي كفاية .. مع ترديد دعاء ( اللهم أنك عفو تحب العفو فاعف عني ) .. وممكن بعد ذلك مسامحة أي شخص أساء لك وذلك بمعرفة أن كل موقف غير جيد من شخص ما ، له نية سليمة غير معروفة ، جدد الشعور العميق بالتسامح والحب . تذكر كل ذلك في صالحك أنت قبل كل شي .. فأنت في مرحلة تجميع طاقتك وترميم روحك .
- إيجابية المشاعر تجاه الهدف .. باليقين والثقة بالله .. والاجتهاد في تحقيقه .. الرضى بكل النتائج .. كل ذلك يولد الراحة والطمأنينة في الطريق لتحقيق الهدف .
انتهت الأمسية ، وأنا لازلت بين مصدق ومكذب ، هل حقًا سأكلم عقلي ويسمع لي وينفذ ! وتتحرر مساحات هائلة من الطاقات المهدرة ! ولكن قررت أن أجرب فمرحلتي تلك كانت منفتحة لكل الحلول وهدفها الوصول .
صدّقت عقلي وصدّقني …
ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن وأنا أكتب مهامي وعقلي وقلبي وكلي ثقة بالله بأني سأفعلها حتى النهاية . وكنت كذلك ،،،