كيف أجعل سنة ٢٠١٩ رائعة

من الأسباب التي جعلتني اكتب لكم هذا المدونة هي اسئلتكم الجميلة والمتكررة .. كيف بدأتي مشروعك ؟ كيف حققتي أهدافك ؟ احكي لنا كيف كان المشوار ؟ كيف كنتي تتعاملين مع الفشل ؟ هل حقا درستي تخصص زراعي ؟ وغيرها من الاسئلة …

حقيقة هي قصة طويلة بدأت في مرحلة من مراحل عمري ، حينما قررت من أعماقي أن اتغير ، في هذا اليوم بدأ عمري الحقيقي .. كنت كطفلة تخطو وتقع وتعود لتقف ثم تستند على جدار قريب ، ثم تعود محاولة ترك يداها حرة لتعود توازن قدميها بخطوات فيها القليل من الثبات ، سقطت كثيرًا ، وتقدمت أكثر … تعلمت علوم كثيرة ، لأصل لنقطة الإنطلاق ….مارست التأمل العميق ، والصمت والسكون الداخلي ، قرأت كتب كثيرة جدًا لخصتها وفهمتها وحاولت تطبيقها ، التحقت بأندية للقراءة وغيرها من الأمور التي تساعدك لتتصل بروحك التائهة وسط زحمة روتينك اليومي الخانق … كانت فترة لإعادة ترتيب الحياة من جديد . ولكن لم تبدأ بعد الحياة الجديدة .

وفي تلك الفترة تلقيت دعوة لحضور أمسية بعنوان ( سنة عظيمة )

بدأت الأمسية بعنوان ….

ما هي أسباب فشل تحقيق أهداف العام الماضي  !؟ أو كيف أجعل العام القادم سوبر 💜

جذبني العنوان ! .. فعلا لماذا لا تتحقق ؟ أو لماذا نحصد نتائج خجولة ، وتقدم بطيء ! مع أننا نريد التغير من أعماق قلوبنا !

سآسرد لكم ملخص سهل وبسيط لتلك الأمسية التي كانت بحق فاصل في الحياة .

هناك أربع أمور تلخصت فيها :

أولا –

الإيمان الصادق بأن التوفيق من الله ، والثقة التامة بأن اهدافنا بين حرفين ( كن ) فيكون .

وإذا فعلا تحققت أهدافنا لا نرجع ذلك لمهاراتنا وقدراتنا وإيجابياتنا ، إنما ننحني بذل أمام الله شكرًا وامتنان لتوفيقه وتمام كرمه .

ثانيا( وهي نقطة مهمة جدًا )

عدم إلتزامك بتحقيق أهدافك مهما كانت صغيرة رسّخ في عقلك الباطن أنك لا تحقق الهدف لآخر نقطة ، بل تتركه مفتوح بلا نهاية .. هذا الأسلوب مع عقلك يجعل هناك دائما ملفات مفتوحة غير مقفلة ! 

هذه الملفات المفتوحة تسبب تسريب واستنزاف عالي لطاقتك وجهدك .

قد تمر عليك الأيام وأنت لا تفعل أي شي ، سوى الإستلقاء على السرير أو الكنبه ولكنك حقًا منهك ! يهاتفك صديقك ، ما رأيك أن نخرج سويًا . ترد بكل ثقل .. اتمنى ذلك ولكني حقًا متعب !

متعب ! متعب من ماذا ؟ أنت أكثر شخص تعلم أنك لم تؤدي أي مجهود يذكر لتصل لذلك الثقل الغريب الغير مبرر !

كيف يحدث كل ذلك .. ماهي الملفات المفتوحة .. ؟

مثال على ملف لم يتم إقفاله وترك مفتوح على سطح دماغك …أن تقرأ من كتاب فصل واحد فقط وتتوقف ! !وتمتلئ مكتبة عقلك بالكتب الغير مقروءة مع نية للقراءة ! 

مثال آخر .. قررت تعلم لغة جديدة ، اشتركت في دورة عن بعد ، ولكنك استمريت اسبوع ثم توقفت !

فيتبرمج عقلك أنك شخص تهتم في البداية وتتحمس ومن ثما تفقد الحماس وتتوقف ! 

الحل ..

استرجع كل الملفات القديمة بورقه وقلم ، واكتبها كقائمة طويلة ، ومن ثما اكتب أمامها كلمة ( ألغيتها  بوعي ) 

أو 

اغمض عيناك دقيقتين وتحدث مع عقلك الباطن قل : ( أهلا وسهلا بك يا عقلي الباطن 💚، أنا سعيد أنك معي ، لو سمحت أقفل كل الملفات المفتوحة القديمة والتي لا أرغب في إنجازها .. ) 

النتيجة :

الطاقة الإستيعابية ترتفع لإستيعاب ملفات جديدة .

تجميع طاقة أكبر .

قفل مالا نحتاجه .

إحساس عالي بالإنتعاش والتجدد والخفة .

ثالثًا –

كتابة الأهداف اليومية وتحقيقها : 

مثلا أكتب …

اتوضأ 

اصلي الظهر 

اشرب ماء 

اقرأ ١٠ صفحات 

أذهب للطبيب

وعند اتمام هذه المهمات الصغيرة نكتب أمامهم كلمة ( تم ) 

بعد هذا التكنيك البسيط سيفهم ويتبرمج عقلك الباطن أن أي شيء اكتبه احققه !! 

تمرين سهل جدًا ، ولكنه مؤثر بقوة .

رابعًا –

المشاعر هي من الأسرار القوية لتحقيق الأهداف 

يجب المحافظة على المشاعر الإيجابية أغلب الوقت .. كيف : 

  • الحمد والشكر والإمتنان العميق لنعم الله ، التوكل الحقيقي على الله ، اليقين التام بأن كل الأمور خير ، مع الصبر الجميل .
  • التسامح الحقيقي… وأهم شخص تسامحه هو ( أنت ) تسامح نفسك على أي تقصير أو لوم أو تأنيب أو ضيقة أو أذية لمشاعرك وجسدك لموقف لم تكن واعي كفاية .. مع ترديد دعاء ( اللهم أنك عفو تحب العفو فاعف عني ) .. وممكن بعد ذلك مسامحة أي شخص أساء لك وذلك بمعرفة أن كل موقف غير جيد من شخص ما ، له نية سليمة غير معروفة ، جدد الشعور العميق بالتسامح والحب . تذكر كل ذلك في صالحك أنت قبل كل شي .. فأنت في مرحلة تجميع طاقتك وترميم روحك .
  • إيجابية المشاعر تجاه الهدف .. باليقين والثقة بالله .. والاجتهاد في تحقيقه .. الرضى بكل النتائج .. كل ذلك يولد الراحة والطمأنينة في الطريق لتحقيق الهدف .

انتهت الأمسية ، وأنا لازلت بين مصدق ومكذب ، هل حقًا سأكلم عقلي ويسمع لي وينفذ ! وتتحرر مساحات هائلة من الطاقات المهدرة ! ولكن قررت أن أجرب فمرحلتي تلك كانت منفتحة لكل الحلول وهدفها الوصول .

صدّقت عقلي وصدّقني …

ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن وأنا أكتب مهامي وعقلي وقلبي وكلي ثقة بالله بأني سأفعلها حتى النهاية . وكنت كذلك ،،،

اترك تعليقاً