نستكمل ما بدأناه في الجزء الأول، عن أسرار رشاقة الفرنسيات.
في فرنسا أيضاً الوجبة الواحدة تحتوي على ثلاث أصناف وهي مقبلات مثل السلطة والطبق الرئيسي والحلى، كنت دائماً لا أستطيع اكمال الثلاث أصناف في وجبة واحدة كعادتنا هنا، وكان الجميع يهتم كثيراً بها، حرصهم الأكبر كان يأتي من باب التنوع والمذاق المختلف وليس الأكل لمجرد الأكل.
أيضاً وقت اعداد الطعام هو وقت ممتع ومهم على مستوى العائلة أو الفرد، فذلك ينم عن وعي كافي بـ ماذا سأتناول أو ماذا أعد لطعامي في الغد، هو من باب التوازن والاعتدال في حال رغبت في تناول شيء اخر في يومها.
الوقت الذي يأخذه في تناول الطعام هو مقدس وتراه يأكل بإستمتاع وتركيز ووقت خاص بالأكل.
وأيضاً من زار فرنسا رأى أن الطرق والشوارع في فرنسا ضيقة وتساعد على الحركة والمشي، فالأماكن قريبة من بعضها البعض، والشوارع أغلبها مصممة للمشي بدون عبور السيارات!
ولا ننسى دور الوعي الصحي للمجتمع فالفرنسيين مثقفين في هذا الجانب منذ الصغر من البيت والمدرسة والشارع والاعلام، في بحث قمت به في الماستر الثاني، كان ضمن النتائج أن الفرنسي قد حضر ندوة أو محاضرة ع الصحة مرة واحدة على الأقل في حياته،،، هل نحن كذلك؟
في النهاية،
الفرنسيين شعب يجيد معاملة الطعام كمتعة، ولا يتعاملون معه بنفس الأسلوب الذي نتعامل به نحن، فهم يلتزمون بالوجبات الرئيسية ويتجنبون الوجبات الخفيفة، أطباقهم صغيرة، ووجباتهم متنوعة، وغنية بالمذاق، لا يعرفوا الحرمان، ويفهموا أن هناك طرق للاعتدال والتوازن، ومع كل ذلك ستجدهم يستمتعون بكل قضمه، هذا هو فن العيش بسعادة.
~~ مع أطيب تحياتي – Seeta